مكتب أخبار مينانيوزواير – تراجعت مؤشرات الأسهم الأوروبية في ختام جلسات الربع الثالث من عام 2024، متأثرة بعمليات جني الأرباح من قبل المستثمرين بعد تسجيل المؤشرات مستويات قياسية في الفترة السابقة، مدعومة بخطط تحفيز الاقتصاد الصيني. تلك الخطط كانت قد أثارت تفاؤلاً واسعاً بين المستثمرين، ما دفع الأسواق الأوروبية لتحقيق مكاسب قوية، إلا أن المستثمرين عمدوا إلى بيع الأسهم لجني الأرباح مع اقتراب نهاية الربع الثالث.
عند إغلاق تداولات يوم الاثنين، انخفض مؤشر “ستوكس 600″ الأوروبي بنسبة 1% ليصل إلى 522.8 نقطة، مما أدى إلى إنهاء سلسلة مكاسب استمرت لشهرين. وعلى الرغم من هذا التراجع، أنهى المؤشر الربع الثالث بزيادة طفيفة في المكاسب بلغت 2.25% منذ بداية العام. ومع ذلك، شهد المؤشر تراجعاً طفيفاً بنسبة 0.4% خلال شهر سبتمبر، ما أدى إلى تقليص المكاسب السنوية إلى 9.15%.
فيما يتعلق بالمؤشرات الوطنية، شهدت الأسواق الرئيسية في أوروبا تراجعات ملحوظة. فقد انخفض مؤشر “داكس” الألماني بنسبة 0.75% ليغلق عند 19324 نقطة، متأثراً بالضغوط البيعية على أسهم الشركات الكبرى في قطاع الصناعات التحويلية والكيماويات. كذلك، هبط مؤشر “كاك 40” الفرنسي بنسبة 2% ليغلق عند 7635 نقطة، حيث شهد السوق الفرنسي عمليات بيع مكثفة، خاصة في قطاعي التكنولوجيا والطاقة. وفي بريطانيا، تراجع مؤشر “فوتسي 100” بنسبة 1% ليغلق عند 8236 نقطة، متأثراً بخسائر في قطاعات البنوك والموارد الطبيعية.
تأتي هذه التراجعات في الوقت الذي يراقب فيه المستثمرون عن كثب التطورات الاقتصادية في الصين، حيث أعلنت الحكومة عن سلسلة من الإجراءات التحفيزية لدعم اقتصادها الذي يعاني من تباطؤ في النمو. ورغم أن هذه الخطط قد أسهمت في تعزيز الثقة بالسوق في الفترة السابقة، إلا أن المخاوف بشأن عدم كفاية هذه الإجراءات لتحفيز الاقتصاد بشكل مستدام لا تزال قائمة، مما دفع المستثمرين إلى اتخاذ موقف أكثر تحفظًا في الفترة الحالية.
من جانب آخر، يظل المشهد الاقتصادي العالمي غامضاً مع استمرار التوترات الجيوسياسية وارتفاع أسعار الطاقة، مما يضع ضغوطاً إضافية على الأسواق. وفي أوروبا، تستمر المخاوف بشأن التضخم وارتفاع أسعار الفائدة في التأثير على شهية المستثمرين للمخاطرة، مع استمرار البنوك المركزية في الحفاظ على سياسات نقدية متشددة للحد من التضخم.
في ظل هذه العوامل، قد تشهد الأسواق الأوروبية مزيداً من التقلبات في الأشهر القادمة، حيث يتوقع المستثمرون أن تظل الأسواق تحت ضغوط مستمرة وسط التحديات الاقتصادية والجيوسياسية العالمية.